هل تستطيع الحكومة الجديدة النهوض بالواقع المعيشي للمواطن؟
لأجلك سورية – خاص
بعد أن أصبحت الحكومة الحالية بحكم المستقيلة وفقا للمادة الـ 125 من الدستور، عقب انتخاب مجلس شعب جديد، وصدور مرسوم رئاسي بدعوته للانعقاد في الـ 21 من آب الجاري، امام الحكومة المرتقبة تحديات كبيرة، بحجم الآمال التي يعلقها المواطنون عليها، لجهة العمل على تحسين الوضع المعيشي، وحل مشكلتي البطالة والفقر، والعمل على توفير الكهرباء والمياه والخدمات الأخرى، ومحاربة الفساد بكل أشكاله ومستوياته، فهل ستكون الحكومة الجديدة على قدر تلك التحديات ؟.. وتعيد الثقة للمواطن؟.
“هل هناك جدوى من سؤالنا عن مطالبنا من الحكومة المرتقبة” أول جواب سمعناه خلال جولة موقع لأجلك سورية في شوارع دمشق، حيث كان هناك شبه إجماع على أن أي حكومة لن تكون قادرة على صنع المستحيل، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعانيه الجميع، لجهة انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل، بمعنى أنها لن تستطيع أن تخرج الزير من البير كما يقول المثل.
“المهم الأفكار وليس الأشخاص”
لماذا هذه التشاؤم طرحنا السؤال على الطالب في كلية الصيدلة محمد حسون الذي قال: لا يهمنا في الحكومة المنتظرة من يتسلم هذه الوزارة أو تلك، بل الأفكار التي يحملها والخطط التي يضعها، وبالتالي يجب البحث عن الشخص الأكفأ القادر على القيام بالمهمة المكلف بها على الوجه الأمثل، والعمل مع باقي أعضاء الحكومة على معالجة المشكلات الكثيرة التي تواجه الوطن والمواطن.
“المواطن سئم الوجوه المكررة”
أما الصحفية لبنى سعود فأكدت ضرورة ضخ دماء جديدة في الحكومة، لأن المواطن سئم الوجوه المكررة التي أثبت معظمها فشله في الفترة الماضية، بدليل الوضع الصعب الذي نعيشه اليوم، والذي كانت هذه الوجوه أحد الأسباب التي أوصلتنا إليه، مبينة أن العالم يتغير كل يوم، ويجب اختيار شخصيات قادرة على أن تسير بنفس السرعة لكي نستطيع تجاوز التحديات الكبيرة.
بدوره اعتبر مأمون عيده وهو طالب دراسات عليا في كلية التربية بجامعة دمشق أن انخفاض المستوى المعيشي للمواطنين، هو نتيجة لوضع اقتصادي غاية في التعقيد، حيث يترافق ضعف الإنتاج مع تدهور القدرة الشرائية، ولهذا ينبغي أن تتوفر لدى الحكومة الجديدة رؤية واضحة ومدروسة لمعالجة الخلل الحاصل، وأن تكون شجاعة في اتخاذ قرارات تنعكس إيجابا على المواطن، وليس لخدمة الفاسدين وحيتان المال.
“القضاء على الفساد المستشري”
من جانبها رأت قبس محمود وهي موظفة في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية أن أهم ما يجب أن تركز عليه الحكومة الجديدة هو القضاء على الفساد المستشري في معظم مؤسسات الدولة، وأن يكون كل وزير صاحب قرار حقيقي..
الفنانة التشكيلية ربا عيسى بينت أن الشعب السوري ينتظر حكومة كفاءات وطنية تؤمن بالأفعال لا بالأقوال، وليس مطلوبا منها أن تحقق المعجزات، بل العمل ضمن خطة واضحة تستطيع من خلالها وضع حد للتضخم وتدهور القيمة الشرائية لليرة وانهيار سعر الصرف، وتحقيق النمو والتطوير الذي ينشده المواطن.
أيام قليلة ويتم تشكيل الحكومة الجديدة، فهل سيطلع أعضاؤها على ما تنشره وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول ما يطلبه المواطنون منهم، وهل سيكون الأعضاء على قدر الآمال والطموحات التي يعلقها الشعب عليهم، والسؤال الأهم هل تستطيع الحكومة الجديدة الاستفادة من تجارب الحكومات السابقة وأن تكون حكومة للمواطن؟.